كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وهذه الآيات القرآنية الكريمة في كل من سورتي الأنبياء وفصلت تعرض لخلق السماوات والأرض في إجمال وشمول وإيجاز، كما تعرض لعدد من الحقائق الكونية الأخري، وتربط بينها وبين عقيدة الإيمان بالله الخالق، الواحد الأحد، الفرد الصمد، لأن عقيدة التوحيد تقوم على أساس من الحق الذي قامت به السماوات والأرض، وكل ما فيهما من صور الخلق، ولَكِننا سوف نقصر حديثنا هنا على الإشارات الواردة في تلك الآيات عن خلق السماوات والأرض، وقبل أن نفعل ذلك لابد من تأكيد حقيقة الدلالة العلمية للآيات الكونية الواردة في كتاب الله الخالق.
الدلالة العلمية للآيات الكونية في القرآن الكريم:
من المسلمات أن الآيات الكونية لم ترد في كتاب الله الخالد من قبيل الإخبار العلمي المباشر للإنسان، وذلك لأن التحصيل العلمي قد ترك لاجتهاد الناس، يجمعون شواهده جيلا بعد جيل، وأمة بعد أمة، نظرا للطبيعة التراكمية للمعارف المكتسبة، ولمحدودية حواس الإنسان وقدرات عقله، ومحدودية كل من مكانه في بقعة محددة من الأرض وزمانه أي عمره.
ومع تسليمنا بهذا الفهم، وتسليمنا كذلك بأن الآيات الكونية التي أشار إليها ربنا تبارك وتعالى في محكم كتابه جاءت في مقام الاستدلال على طلاقة القدرة الإلهية في إبداع الخلق، وللاستشهاد على أن الله تعالى الذي أبدع هذا الخلق قادر علي إفنائه، وعلي إعادة خلقه من جديد، كما تأتي هذه الآيات الكونية في مقام الاستدلال على وحدانية الخالق العظيم بغير شريك، ولا شبيه، ولا منازع، وتتراءي هذه الوحدانية لكل ذي بصيرة في جميع جنبات الكون، وفي كل أمر من أموره، في السماوات وفي الأرض، في الأنفس وفي الآفاق، في كل سنة من سنين الكون، وفي كل ناموس من نواميسه، وفي كل جزئية من جزئياته من الذرة إلى الخلية الحية إلى المجرة، كما تتراءي في وحدة بناء الكون، ووحدة لبناته وتآصل عناصره التي ترد كلها إلى غاز الإيدروجين وفي وحدة كل من المادة والطاقة، وفي تواصل كل من المكان والزمان، وفي وحدة بناء الخلية الحية، وفي وحدة الحياة والممات والمصير، لكل حي.
وتتراءي وحدانية الخالق سبحانه وتعالى في تعميم الزوجية على جميع المخلوقات من الأحياء والجمادات، حتى يبقي الخالق في علاه متفردا بالوحدانية فوق جميع خلقه.
ومع تسليمنا بكل ذلك فإن القرآن الكريم يبقي كلام الله الخالق، الذي أوحي به إلى خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم، وتعهد سبحانه وتعالى بحفظه باللغة نفسها التي أوحاه بها اللغة العربية فحفظ كلمة كلمة، وحرفا حرفا تحقيقا للوعد الإلهي الذي قطعه ربنا تبارك وتعالى على ذاته العلية فقال عز من قائل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9] ولما كان القرآن الكريم هو كلام الله الخالق، وكان الكون من صنعته وإبداع خلقه، فلابد أن يكون كل حرف وكلمة وآية في القرآن الكريم حقا مطلقا، وأن تكون كل الإشارات الكونية فيه ناطقة بالحقيقة المطلقة للكون ومكوناته، ولو وعي المسلمون ذلك حق الوعي لكان لهم قصب السبق في الكشف عن العديد من حقائق هذا الكون قبل غيرهم من الأمم بقرون عديدة، وكان هذا السبق من أفضل وسائل الدعوة إلى دين الله الخاتم في زمن التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه.
(1) العلوم المكتسبة وخلق السماوات والأرض:
للعلوم المكتسبة شواهد تؤيد فكرة الانفجار العظيم منها ما يلي:
(1) توسع الكون كدليل على الانفجار العظيم:
علي الرغم من تأكيد القرآن الكريم الذي أنزل قبل أكثر من ألف وأربعمائة من السنين حقيقة توسع الكون يقول الحق تبارك وتعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} [الذاريات:47] فقد بقي الفلكيون إلى مطلع العشرينيات من القرن الماضي مصرين على ثبات الكون وعدم تغيره وفي السنوات من 1914- 1925 م أثبت الفلكي الأمريكي ف. م سلايفر أن معظم المجرات التي قام برصدها خارج مجرتنا درب اللبانة تتباعد عنا وعن بعضها بعضا بسرعات كبيرة.
وفي سنة 1929 م تمكن الفلكي الأمريكي الشهير إدوين هبل من تأكيد ظاهرة توسع الكون، وتوصل إلى الاستنتاج الصحيح أن سرعة تباعد المجرات الخارجية عن مجرتنا تتناسب تناسبا طرديا مع بعدها عنا، وفي سنة 1934 م اشترك هو وأحد من مساعديه في قياس أبعاد وسرعات تحرك 32 من تلك المجرات الخارجية بعيدا عن مجرتنا وعن بعضها بعضا.
من جانب آخر استطاع علماء كل من الفيزياء النظرية والفلكية تأكيد حقيقة توسع الكون بتوظيف القوانين الرياضية في عدد من الحسابات النظرية، ففي سنة 1917 م أطلق ألبرت إينشتاين نظرية النسبية العامة لشرح طبيعة الجاذبية كقوة مؤثرة في الكون المدرك، وأشارت المعادلات الرياضية المستنتجة من تلك النظرية إلى أن الكون الذي نحيا فيه كون غير ثابت، فهو إما أن يتمدد وإما أن ينكمش وفقا لعدد من القوانين المحددة له، وجاءت هذه النتيجة على عكس ما كان يعتقد إينشتاين وجميع معاصريه من الفلكيين وعلماء الفيزياء النظرية، ولقد أصاب إينشتاين الذعر حينما أدرك أن معادلاته تنبئ- رغم أنفه- بأن الكون في حالة تمدد مستمر، فعمد إلى إدخال معامل من عنده أطلق عليه اسم الثابت الكوني ليلغي به تمدد الكون، ويؤكد ثباته واستقراره برغم دوران الأجرام التي يحتويها، وحركاتها المتعددة، ثم عاد إينشتاين ليعترف- أمام سيل ملاحظات الفلكيين عن تمدد الكون- بأن تصرفه هذا كان أكبر خطأ علمي اقترفه في حياته.
في السنوات 1917- 1924 م قام الروسي أليكساندر فريدمان بإدخال عدد من التحسينات على معادلات إينشتاين، وقدم نموذجين لتفسير نشأة الكون يبدأ كل منهما بحالة متفردة تتميز بكثافة لا نهائية، وتتمدد منها إلى حالات ذات كثافة أقل.
وتحدث فريدمان عن انحناء الكون، وعن تحدبه تبعا لكمية المادة الموجودة فيه، فإن كانت تلك المادة أقل من قدر معين كمية حرجة وجب أن يستمر تمدد الكون إلى الأبد، وفي هذه الحالة يكون نظام الكون مفتوحا، أما إذا كانت كمية المادة بالكون أقل من الكمية الحرجة غدت الجاذبية على قدر من القوة بحيث تحدب الكون إلى درجة تتوقف عندها عملية التمدد في لحظة معينة من المستقبل، عندها يبدأ الكون في الانطواء على ذاته ليعود إلى حالة الكثافة اللانهائية الأولي التي بدأ بها الكون، وفي هذه الحالة يكون نظام الكون مغلقا.
وقد أثبت كل من وليام دي سيتر في سنة 1917 م وآرثر إدنجتون في سنة 1930 م أن الكون كما صورته معادلات إينشتاين هو كون غير ثابت، ولَكِن تصور كل منهما للكون كان تصورا بدائيا، فبينما كان نموذج إينشتاين للكون نموذجا ماديا دون حركة، ونموذج دي سيتر حركيا دون مادة، جاء نموذج إدنجتون وسطا بين النموذجين بمعني أن الكون بدأ بحالة ساكنة، ثم أخذ في التمدد نظرا لطغيان قوي الدفع للخارج على قوي الجاذبية، ولَكِن انطلاقا من فكر الإلحاد السائد في عصره اضطر إدنجتون إلى فرض ماض لا نهائي للكون ليتخلص من حقيقة الخلق، وشبح الانفجار الكبير والذي سماه بالبداية الكارثة.
في السنوات 1934، 1932 م اقترح ريتشارد تولمان نموذجا متذبذبا للكون يبدأ وينتهي بعملية الانفجار الكبير. وأخيرا اقترح آلان جوت نموذج الكون المتضخم، والذي يقترح فيه أن الكون المبكر تمدد في أول الانفجار تمددا رأسيا سريعا جدا مع سطوع فائق. ثم أخذت معدلات التوسع في التباطؤ إلى معدلاتها الحالية، ومن منطلق إنكار الخلق ينادي الفلكيون المعاصرون بفكرة الكون المفتوح أي الذي يتمدد إلى ما لا نهاية ولَكِن حسابات الكتل المفقودة تؤكد انغلاق الكون، هذا الانغلاق الذي سيقف بتمدده عند لحظة في المستقبل يعود الكون فيها إلى الانكماش والتكدس على ذاته ليعاود سيرته الأولى.
وبالتدريج بدأت فكرة تمدد الكون إلى حد ما في المستقبل تلقي القبول من الغالبية الساحقة من علماء الفلك والفيزياء الفلكية والنظرية، وان بقيت أعداد منهم يدعون إلى ثبات الكون حتى مشارف الخمسينيات من القرن العشرين، ومن هذه الأعداد جامعة كنبردج المكونة من كل من هيرمان بوندي، وتوماس جولد، وفريد هويل. وقد قام هذا الفريق بنشر سلسلة من المقالات والبحوث في السنوات 1946 م، 1949، 1948 م دفاعا عن النموذج الثابت للكون ثم اضطروا إلى الاعتراف بحقيقة تمدده بعد ذلك بسنوات قليلة، ومن عجائب القدر بهؤلاء الجاحدين لحقيقة الخلق، المتنكرين لجلال الخالق سبحانه وتعالى المنادين كذبا بأزلية العالم، أن يكون أحد زعمائهم وهو فريد هويل الذي حمل لواء الادعاء بثبات الكون واستقراره وأزليته لسنوات طويلة هو الذي يعلن بنفسه في سخرية لاذعة تعبير الانفجار الكبير للكون وذلك في سلسلة أحاديث له عبر الاذاعة البريطانية في سنة 1950 م ينتقد فيها ظاهرة تمدد الكون، ويحاول إثبات بطلانها، ثم جاء بعد ذلك بسنوات ليكون من أشد المدافعين عنها.
وكانت نظرية خلق الكون من جرم أولي واحد عالي الكثافة قد توصل إليها البلجيكي جورج لوميتر في سنة 1927 م وذلك في رسالة تقدم بها إلى معهد ماشوسيتس للتقنية، دافع فيها وفي عدد من بحوثه التالية عن حقيقة تمدد الكون، ولم تلق أبحاثه أي انتباه إلى أن جاء إدنجتون في سنة 1930 م ليلفت إليها الأنظار ومن هنا أطلق على لوميتر لقب صاحب فكرة الانفجار الكبير في صورتها الأولي.
(2) بقايا الإشعاع الكوني كدليل على الانفجار العظيم:
في سنة 1948 م أعلن كل من جورج جامو وزميله رالف ألفر أن تركيز العناصر في الجزء المدرك من الكون يشير إلى أن الجرم الأولي الذي بدأ به الكون كان تحت ضغط وفي درجة حرارة لا يكاد العقل البشري أن يتصورهما، وعند انفجاره انتقلت تلك الحرارة إلى سحابة الدخان الكوني التي نتجت عن ذلك الانفجار، وسمحت بعدد من التفاعلات النووية التي أدت إلى تكون العناصر الأولية من مثل الإيدروجين والهيليوم.
وفي السنة نفسها 1948 م قدم كل من ألفر وهيرمان اقتراحا بأن الجرم الابتدائي للكون كان له إشعاع حراري يشابه إشعاع الأجسام المعتمة، وأن هذا الإشعاع تناقصت شدته مع استمرار تمدد الكون وتبرده، ولَكِن لابد أن تبقي منه بقية في صفحة السماء، إذا أمكن البحث عنها وتسجيلها، كانت تلك البقية الإشعاعية من أقوي الأدلة على بدء خلق الكون بعملية الانفجار الكبير.
وفي سنة 1964 م تمكن اثنان من علماء مختبرات بل للأبحاث وهما أرنو بنزياس وروبرت ويلسون بمحض المصادفة من اكتشاف تلك البقايا الأثرية للإشعاع الحراري الكوني على هيئة ضوضاء لاسلكية محيرة تفد بانتظام إلى الهوائي الذي كانا قد نصباه لغاية أخري من جميع الجهات في السماء حيثما وجه الهوائي، وقدروها بثلاث درجات مطلقة- 270 درجة مئوية-.
في الوقت نفسه كان كل من روبرت دايك وتلميذه بيبلز قد استنتجا من معادلاتهما الرياضية الفلكية أن النسب المقدرة لغازي الإيدروجين والهيليوم في الكون تؤكد الكمية الهائلة من الإشعاع التي نتجت عن الانفجار الكبير وتدعم نظريته، ومع تمدد الكون ضعف هذا الإشعاع بالتدريج وانخفضت درجة حرارته إلى بضع درجات قليلة فوق الصفر المطلق- 273 درجة مئويةـ.
في سنة 1965 م قام كل من بنزياس وولسون بتصحيح قيمة البقايا الأثرية للإشعاع الحراري الكوني إلى 2.73 من الدرجات المطلقة، وأثبتا أنها من الموجات الكهرومغناطيسية المتناهية في القصر، وتقدر قيمتها اليوم بأقل قليلا من قيمتها السابقة 2.726 من الدرجات المطلقة.
في سنة 1989 م أرسلت مؤسسة ناسا الأمريكية إلى الفضاء قمرا صناعيا لجمع المعلومات حول الإشعاع الحراري الكوني أطلق عليه اسم كوب وزود بأجهزة فائقة الحساسية أثبتت وجود تلك الأشعة الأثرية المتبقية عن عملية الانفجار العظيم.
وكان في هذا الاكتشاف التفسير المنطقي لسبب الأزيز اللاسلكي المنتظم الذي يعج به الكون والذي يأتي إلينا من مختلف أطراف الكون المدرك، والذي بقي على هيئة صدي لعملية الانفجار الكبير، وقد منح كل من بنزياس وولسون جائزة نوبل في سنة 1978 م على اكتشافهما الذي كان فيه الدليل المادي الملموس لدعم نظرية الانفجار الكبير، والارتقاء بها إلى مقام الحقيقة شبه المؤكدة، ودفع بالغالبية الساحقة من علماء الفلك والفيزياء الفلكية إلى الاعتقاد بصحتها، وسبحان الخالق الذي أنزل في محكم كتابه من قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة قوله الحق:
{أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} [الأنبياء:30].
وبدء خلق الكون بعملية انفجار كبري هو من دلائل طلاقة القدرة الإلهية لأنه من المعروف أن الانفجار بطبيعته يؤدي إلى تناثر المادة وبعثرتها ولا يخلف وراءه إلا الدمار، أما هذا الانفجار الكوني الفتق بعد الرتق فقد أدي إلى إبداع نظام كوني له تصميم دقيق محكم الأبعاد والعلاقات والتفاعلات، منضبط الكتل والأحجام والمسافات، منتظم الحركة والجري والتداخلات، مبني على الوتيرة نفسها من أدق دقائقه إلى أكبر وحداته على الرغم من تعاظم أبعاده، وكثرة أجرامه، وتعقيد علاقاته، وانفجار هذه نتائجه لا يمكن أن يكون قد تم بغير تدبير حكيم وتقدير مسبق عظيم لا يقدر عليه إلا رب العالمين، وقد أشار العالم البريطاني المعاصر ستيفن وهوكنج إلى شيء من ذلك في كتابه المعنون تاريخ موجز للزمن الذي نشره في كندا سنة 1988 م ولَكِن إشاراته جاءت على استحياء شديد نظرا لجو الإلحاد الذي يسود الغرب بصفة عامة في زمن العلم والتقنية الذي نعيشه، والكتاب مملوء بالاستنتاجات المؤكدة لحقيقة الخلق، وعظمة الخالق سبحانه وتعالى.
القرآن الكريم وخلق السماوات والأرض في الوقت الذي ساد فيه الاعتقاد الخاطئ بأن الكون الذي نحيا فيه كان منذ الأزل، وسيبقي إلى الأبد، وأنه كون لا نهائي، أي لا تحده حدود، وأنه كون ساكن، ثابت في مكانه، لا يتغير، وأن النجوم مثبتة في السماء التي تدور بنجومها كقطعة واحدة حول الأرض، وأن الكون شامل للعناصر الأربعة: التراب، والماء، والهواء، والنار، وحول هذه الكرات الأربع تدور السماء بنجومها، وغير ذلك من الخرافات والأساطير، في هذا الوقت جاء القرآن الكريم مؤكدا أن الكون مخلوق له بداية، ولابد أنه ستكون له في يوم من الأيام نهاية، وكل مخلوق محدود بحدود لا يتجاوزها، ومؤكدا أن جميع أجرام السماء في حركة دائبة، وجري مستمر إلى أجل مسمي، وأن السماء ذاتها في توسع دائب إلى أجل مسمي، وأن السماوات والأرض كانتا في الأصل جرما واحدا ففتقهما الله-تعالى- فتحولت مادة هذا الجرم الأول إلى الدخان الذي خلقت منه الأرض والسماء، وأن هذا الكون سوف يطوي ليعود كهيئته الأولي جرما واحدا مفردا ينفتق مرة أخري إلى غلالة من الدخان تخلق منها أرض غير أرضنا الحالية، وسماوات غير السماوات التي تظلنا في حياتنا الدنيا، وهنا تتوقف رحلة الحياة الأولي وتبدأ رحلة الآخرة.
وقد لخص لنا ربنا-تبارك وتعالى- عملية خلق السماوات والأرض وإفنائهما، وإعادة خلقهما في صياغة كلية شاملة من قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة، وذلك في خمس آيات من آي القرآن الكريم على النحو التالي:
(1) {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} [الذاريات:47].
(2) {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} [الأنبياء:30].